الصفحة الأولى صاحب الموقع المشاركون من قصائدي قصائد مشاركة اكتب لنا

 

 

طرَفة بن العَبْد في كليّةِ الآدابِ

 

لِخَولَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
وُقُوفًا بِها صَحْبي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ
فَقُلْتُ لَهُمْ إِنِّي سَأَقْصِدُ سَلْوَةً
بِكُلِّيَّةِ الآدابِ كَمْ مِنْ صَاحِبٍ
سَمِعْتُ بِهِمْ لكِنَّنِي لَمْ أَزُرْهُمُ
أَطَلَّتْ عَلَى الآدابِ في الصُّبْحِ ناقَتِي
وَإِذْ بي أَراها يا لَقَوْمِي سَفِينَةً
عَدَوْلِيَّةً أَوْ مِنْ سَفينِ ابنِ يامِنٍ
وَمِنْ حَوْلِها الأشْجارُ تَسْمُو كأنَّها
وَيا دَهْشَتِي مِمَّا رَأَيْتُ؛ رِجالُها
حَلِيقُو اللِّحى مِثْلُ الجواري خُدُودُهُمْ
وَيا لَعُيُوني مِنْ جَوَارٍ كَأَنَّني
تَرَدَّدْتُ لا أَدْرِي؛ أَبَيْعٌ؟ فَأَشْتَرِي
تَخَيَّرْتُ حَسْناءً رَقِيقًا إِهابُها
لها قامَةٌ هَيْفاءُ كالْغُصْنِ تَنْثَني
وَوَجْهٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِداءَها
وَزامَلْتُها، حَتَّى أَزالَتْ تَوَحُّشِي
فَحَلَّقْتُ "بَنْكِي"، وَاسْتَعَضْتُ بِناقَتي
سَرِيعا كَعَزْفِ الْجِنِّ في الدَّوِّ سُقْتُهُ
وَصِرْتُ طَوالَ الْوَقْتِ أَمْضَغُ عِلْكَةً
وَأَسْمَعُ "بِتْهوفِنْ" وَ"مُوزارَ" خاشِعًا
وَدَخَّنْتُ "كِنْتًا" وَاسْتَمَعْتُ بِخِفَّةٍ
وَفي سَهْرَةٍ لِلشِّعْرِ أُسْمِعْتُ مَنْزَعًا
يَقُولُونَ شِعْرٌ ما يُقالُ وَإِنَّما
وَقامَ فَصِيحُ اللَّفْظِ فِيْهِمْ مُحاضِرًا
عَلى غَيْرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّني
يَلُومُ وَما أَدْرِي عَلامَ يَلُومُني
وَظُلْمُ ذَوِي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
فَذَرْني وَخُلْقي لا أَبا لَكَ إِنَّني
وَإِنْ شِئْتَ فَاسْمَعْ يا فَصِيحُ دُعابَةً

 

 

تَلُوحُ كَباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
يَقُولُونَ لا تَهْلَكْ أَسَى وَتَجَلَّدِ
زِيارَةَ طُلاّبِ التَّأَدُّبِ في غَدِ
إِذا جِئْتُ حَيّاني وَأَكْرَمَ مَشْهَدِي
وَهَذا أَوانٌ كَي أَرُوحَ وَأَغْتَدِي
كَأَني أَتَيْتُ الأَهْلَ بَعْدَ تَشَرُّدِ
عَلَى الأَرْضِ تَعْلُو مِثْلَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ
يَجُورُ بِها المَلاّحُ طَوْرًا وَيَهْتَدِي
تُحاوِلُ أَعْنانَ السَّما وَكَأَنْ قَدِ
عَمائِمُهُمْ زالَتْ، وَعُودُهُمُ نَدِ
خُدُودُ العَذارى مِنْ رَقِيقٍ وَأَمْرَدِ
أُراعِي ظِباءً بِالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
أَمِ الْحُبُّ يحبُوني؟ وَطالَ تَرَدُّدِي
بَعِيدَةَ مَهْوى القِرْطِ، ذاتِ تَوَرُّدِ
وِعَيْنانِ سُلِّطَتا كَسَيْفٍ مُجَرَّدِ
عَلَيْهِ، نَقِيُّ اللَّوْنِ، لم يَتَخَدَّدِ
وَأَمْسَيْتُ عَصْرِيًّا بِغَيْرِ تَشَدُّدِ
محَرِّكَ "ياماها" أَقُودُ بِمُفْرَدِي
عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
وَأَحْكِي فِرِنْجِيًّا، وَ"للجِينْزِ" أَرْتَدِي
وَأَرْقُصُ "دِسْكُو" في جَحِيمٍ مُلَبَّدِ
نُكاتًا سَخِيفاتٍ لِوَغْلٍ مُلَهَّدِ
عَلَيْهِ وَرَبِّ البَيْتِ لم أَتَعَوَّدِ
أَتَوا بِكَلامٍ مِنْ شُعُورٍ مُجَرَّدِ
فَجاءَ عَلَى ذِكْرِي وَأَزْرى بِسَؤْدُدِي
مَتى أَقُلِ الشِّعْرَ الْمُحَكَّكَ يَخْلُدِ
كَما لامَني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
إِذا شِئْتُ شَكَّلْتُ الحَداثَةَ في يَدِي
مُعَلَّقَتِي الغَرَّاءَ بَعْدَ تَجَدُّدِ

 

 

((عَلَى ضِفافِ الانْتِظارْ..

                ضاجَعْتُ السَّأَمَ الرَّمْلِيَّ بِثَهْمَدْ..

                                        وَبَقايا مِنْ حَيْضِ طُلُولْ

وَهُناكَ.. رِفاقُ الدَّرَّاجاتِ.. النُّوقُ

يُحْرَمُ مِنِّي الصَّبْرُ ..

                تَفْتَحُ شِدْقَيْها ..

                        ضِرْسٌ ..  مَنْخُورْ

وَأَسايَ عَلَى خَولَةَ .. أَجْنِحَةُ الحَمَأِ .. وَدَوْسُ ظَمَأْ..

مِنْظارٌ رُوسِيٌّ .. سَيَّارَةُ شَبَحٍ .. تَفُحِيطْ.

وَمَخاضُ الرِّحْلَةِ يَبْصُقُ خَوْلَةْ.

يــا خَولَةُ ..

                كَأْسُ الحُبِّ تَفِيْضُ قِمارًا..

وَالخاسِرُ..  كُلُّ الأَطْرافْ.

هَلْ أَنْتِ غَزالٌ يَرْعَى الشَّجَرَ؟

                هَلْ نَبَتَتْ في ثَغْرِكِ زَهْرَةْ؟

بَقَرٌ وَحْشِيٌّ ..         وَفَمٌ مَرْجُومٌ..         وَتَجَشُّؤْ.

أَشْرِعَةُ الغُصَّةِ ..               تَهْمِزُ أَفْخاذَ الآلامْ.

وَبَرِيقُ النَّشْوَةِ يَمْلَؤُها حُفَرًا ...

تَتَأَلَّمُ كُلُّ الآثامْ ..                     يَنْتَحِرُ لُهاثْ.

يَتَدَحْرَجُ سَأَمُ الرَّمْلِ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدْ.

يَتَوَثَّبُ وَشْمٌ.. كَيْ يَظْفَرْ

تَتَساقَطُ أَحْلامُ الصَّبَّارْ

تَتَنَزَّى كُلُّ الأَفْكارْ

كَأْسُ الحُبِّ تَفِيضُ قِمارًا

كَأْسُ الحُبِّ تَفِيضُ قِمارْ.))

 

خُذُوا شِعْرَكُمْ لا أَكْثَرَ اللهُ نَسْلَهُ
 وَقُولُوا كَمَا شِئْتُمْ فَلَيْسَ بِضَائِرِي
لَعَمْرُكَ مَا أَمْرِي عَلَيَّ بِغُمَّةٍ
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ
عَلَى ناقَتي أَمْضِي وَلَسْتُ مُبَدِّلاً
لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ

 

 

وَخَلُّوا سَبِيْلِي كَي أَعُودَ لِثَهْمَدِ
 أَيُطْفِئُ شَمْسَ الظُّهْرِ إِنْكارُ أَرْمَدِ
نَهارِي وَلا لَيْلِي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
لِجِلْدِيَ مِنْ أَجْلِ الدَّعِيِّ المُجَدِّدِ
تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ

 

محمد حسن مصطفى

الصفحة الأولى صاحب الموقع المشاركون من قصائدي قصائد مشاركة اكتب لنا